4 آب… السنوات لن تمحو إجرامكم!
كتبت ميليسا ج.افرام:
انها الساعة السادسة و8 دقائق من بعد ظهر يوم مشمس من عام 2020، قسم كبير من اللبنانيين ملتزم بمواعيد حظر التجوال، والعمل من المنزل معتمد لدى أكثرية اللبنانيين. لا نزهات، لا نشاطات، المنزل هو المكان الآمن الوحيد بعيدا عن فيروس كورونا الفتّاك، الا منازل بيروت التي دمّرت بفعل انفجار نحو 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم على رؤوس أهاليها.
دقائق كانت كفيلة بقتل 224 شخصا وجرح 6 آلاف وتشريد حوالي 300 ألف.
دقائق كانت كفيلة بمحو نصف بيروت ومنع الحياة عنها وعن أهلها.
كبار وصغار، لبنانيون وأجانب، فقراء وأغنياء، جميعهم باتوا ضحايا الاهمال والفساد… وعلى الأرجح الإجرام!
2750 طناً من مادة متفجرة موضبة ومخبأة لسنوات داخل مرفأ بيروت بين العمال والأهالي والى جانب الاهراءات التي تحفظ قوت اللبنانيين.
من يُحاسب سياسييين ومسؤولين فاسدين يستولون ويسيطرون على مراكز الدولة؟ من يحاسب من يختبئ خلف سلاحه؟ من يحاسب من وضع ويضع دائما مصالحه ومصالح حلفائه قبل مصالح بلده وشعبه؟
مطالب أهالي الضحايا واضحة ومحقة: رفع التدخل السياسي عن التحقيقات أو تسليم ملف انفجار المرفأ الى لجنة تقصّي حقائق دولية”. فهل تصل مطالبهم وصرخاتهم يوماً الى ضمائر المعنيين محلياً ودولياً؟
انها الساعة السادسة و8 دقائق من 4 آب 2023، ثلاثة أعوام مرّت، بيوت أعيد بناؤها ومتاحف أعادت فتح أبوابها، محلات جديدة ومحاولات متكررة لاعادة الحياة الى شوارع بيروت.
وجوه جديدة وكثيرة تتردد الى بيروت الا وجوه الـ224 ضحية التي ولدت ووقعت وقتلت فداء لا لحب بيروت بل لطمع وأنانيّة مسؤوليها. هم ضحايا الغدر والفساد، ولم يستشهدوا كرمى لمصالحكم. والسنوات لن تمحو بصماتكم عن إحدى أكبر الجرائم في التاريخ الحديث.