طرابلس تُستهدف… لكن الجذور تبقى صامدة

بقلم: سارة هنداوي
في زمن تكثر فيه الشائعات وتسعى إلى زعزعة الثقة، تبرز طرابلس كمدينة لا تقبل المساومة على هويتها الوطنية.
من عبد الحميد كرامي الذي واجه الانتداب الفرنسي، إلى رشيد كرامي الذي حمل قضايا الوطن إلى السراي الكبير، أثبتت طرابلس أنّها ليست على الهامش، بل في صلب التاريخ اللبناني.
واليوم، أهلها البسطاء – من البياع في السوق، إلى التلميذة في المدرسة، إلى الأم التي تُطعم أولادها بالكرامة – يواصلون حمل هذا الإرث الوطني كلٌ بطريقته، بصمت وإصرار.
تبقى صامدة على أرضها، تردد بصوت واحد أن الانتماء للبنان لا يمكن التفريط به مهما كانت الظروف.
صباحات طرابلس… نبض لا ينكسر
حين تشرق الشمس على شوارع طرابلس، تنطلق أصوات الباعة في الأسواق، وتمتلئ الأزقة بحركة الحياة المعتادة. هنا، في هذه المدينة العريقة، لا توقف موجة الإشاعات الموجهة ضدها نبض الناس أو تنال من صلابة إرادتهم.
إشاعات تسعى لتمزيق نسيج الوحدة الوطنية، ومحاولات تشكيك تُلقي بظلالها على المدينة، لكنها تصطدم بإرادة شعب يعرف هويته ويعتز بانتمائه. طرابلس، كالجبل الراسخ، تقف صامدة في وجه العواصف، متجذّرة في تاريخ لبنان وأرضه.
إشاعة مزيفة… وحقيقة وطنية
في الأسبوع الأول من تموز 2025، بدأت منصات التواصل وبعض الوسائل الإعلامية تداول شائعات تفيد بنيّة ضم طرابلس إلى سوريا. تفاقمت بعد مقابلة نُشرت في 8 تموز 2025 عبر موقع NextLB، حيث أكد المصدر أن “لا صحة لما يُتداول، ولم يصدر أي تعليق رسمي”.
علاوة على ذلك، فقد نفى النائب أشرف ريفي عبر “إكس” يوم 5 تموز 2025 هذه فرضيات، قائلًا إنها “تفتقر للمصداقية” وإن “طرابلس لبنانية…” (تويتر
بالإضافة إلى ذلك، نفى رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة عبر “لبنان 24″ هذه المزاعم، مؤكدًا ( طرابلس ما زالت وستظلّ العاصمة الثانية للبنان” ( لبنان 24
أما وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية (NNA) وبلدية طرابلس فذكرتا رسميًا أن المدينة جزء لا يتجزأ من لبنان، وأن كل هذه الادعاءات لا أساس لها ( NNA, بلدية طرابلس.(
صوت المواطن:”نحنا لبنانيين.. ونبقى هون”
من قلب المدينة، تتعالى أصوات أهلها في وجه التشكيك
يقول محمد، صاحب دكان صغير في باب التبانة.
حدا بيقدر يشيل طرابلس من لبنان. إحنا هون، ونبقى هون، غصبًا عن كل إشاعة.
كما أشارت الناشطة الاجتماعية رنا عبد الله، في لقاء مع صحيفة “النهار”
الرد على الشائعات مش بالشعارات، بل بالوعي، بالثبات، وبخطاب موحّد.
”
خلفيات الشائعات… من يستهدف طرابلس؟
بحسب تحليل المركز اللبناني للأبحاث والدراسات، تنطوي هذه الروايات ضمن حرب سردية تستهدف مناطق حساسة في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية. طرابلس، بتاريخها ودورها، تظل دائمًا هدفًا لمشاريع التقسيم… لكنها أيضًا صامدة بعنفوانها الوطني (المركز اللبناني للأبحاث والدراسات.(
مدينة لا تنحني
ليست طرابلس مكانًا عاديًا… بل مدينة تجيد الوقوف، حتى في العاصفة.
في كل وجه، حكاية صبر.
في كل حيّ، قصة انتماء.
ورغم الأزمات، ما زال النبض واحدًا: لا بيع، لا تفريط، لا مساومة على لبنان.
خاتمة: طرابلس لبنانية… نقطة عالسطر
في وجه الشائعات والتشكيك، طرابلس لا تحتاج إلى تبرير وجودها. هي من نسجت ذاكرة الوطن، ورفدت نضالاته. واليوم، الرد الحقيقي هو التماسك والثقة والحياة، بعيدا عن أي تلاعب سردي. ر
سالة أهل طرابلس واضحة.
“طرابلس لبنانية… وستبقى كذلك، مهما علا الضجيج.”